:«السنا والشاهترج يسهلان الأخلاط المحترقة، وينفعان من الجرب
والحكة. والشربة من كل واحد منها: من أربعة إلى
سبعة دراهم » وقال عنه ابن البيطار «إنه يتداوى به، إذا خلط بالحنا فإنه يسودالشعر
وأجوده المكي، يغوص في العضل إلى أعماق
الأعضاء ولذلك ينفع من النقرس وعرق النساء ووجع المفاصل الحادث عن أخلاط
المرة الصفراء والسوداء والبلغم. والشربة منه من
المطبوخ من أربعة دراهم إلى سبعة دراهم، ينفع من الشقاق العارض في اليدين وينفع
من تشنج العضل ومن داء الثعلبة ومن القمل
العارض في البدن، وينفع من الصداع العتيق ومن الجرب والبثور والحكة والصرع».
وقال عنه ابن جزلة في المنهاج «إنه يضر بالمثانة ويصلحه الهليلج الأصفر» أما أبو الفضل التفليسي فقال عنه «إنه يسهل الصفراء
وينقي الفضول البلغمية هم قالوا ذلك عنه فما حقيقته
لاشك أن ما قيل عن ثمار وأوراق السنا هي أقوال مناسبة لتلك العصور إلا أن بعض تلك الأقوال صحيح، فمن الأمور المؤكدة أن السنا
من أفضل الملينات إن لم يكن أفضلها على الإطلاق، وقبل الشروع في بيان حقيقة هذا النبات، دعونا نلقي نظرة سريعة على تركيبه
الكيميائي، فأوراق وثمار السنا تحوي جلوكوسيدات انتراكيتونية تعرف باسم «سنوزايد » ويوجد منها أربعة أنواع هي أ،ب،ج،د. كما
أن به جلوكوسيدات نفثالينية ومواد هلامية وبعض الفلافينويدات وزيوتاً طيارة، ولهذه المركبات المختلفة تعزى فوائد هذا النبات.
مستحضرات ووصفات هناك عدد من المستحضرات الصيدلانية لنبات السنا أهمها أقراص تباع في الصيدليات تحت عدة أسماء مثل
: - برسنيد - سناكوت -أجيولاكس -سينتولاكس - ميوسنيم - «جليسنيد»
وكل هذه الأقراص تستخدم كمواد ملينة فقط. بجانب هذا فإن أوراق وثمار السنا تباع عند العطارين والعشابين بصورتها الجافة، وهناك
عدد من الوصفات التي يمكن استخدامها كملينات لنبات السنا منها على سبيل المثال: مطبوخ ثمار السنا، وتؤخذ هذه الوصفة للإمساك
الشديد وهي تتكون من ثمرتين إلى ثلاث ثمار سنا وتغمس في كوب ماء مغلي ثم يضاف له حوالي جرام زنجبيل طازج ويترك لمدة ما
بين 6 إلى 12 ساعة ثم يصفى الماء ويشرب على الريق منقوع ثمار السنا، وهذه الوصفة للإمساك البسيط وهي تتكون من ثمرة إلى
ثمرتين من ثمار السنا وجرام زنجبيل طازج وحبة إلى حبتي قرنفل «عويدي أو مسمار» وتوضع في كوب ماء مغلي وتترك لمدة 15
دقيقة فقط ثم يصفى الماء ويشرب في أي وقت. وله استعمالات أخرى للسنا استعمالات داخلية وأخرى خارجية وسنتحدث عن
الاستعمالات الداخلية
أولاً: ذكرنا أن هناك أنواعاً من السنا ولكن يجب التأكيد على أن أفضل الأنواع النوع الحجازي والمعروف باسم سنامكي وهو نوعان:
النوع الأول ويعرف تجارياً باسم السنا الهندي «كاسيا أنجستفلية »
والثاني المعروف بالسنا الإسكندراني «كاسيا أكتفليى».
وكما ذكرنا أن السنا يستعمل من مئات السنين، والمواطنون في المملكة يستخدمون السنا على نطاق واسع وقد جرت العادة في بعض
مناطق المملكة على استخدام السنا كشربة سنوية لأفراد الأسرة مجتمعة. ومن الأمثلة على ذلك ما هو معروف في منطقة القصيم حيث
يستخدم السنا كهلول «حله» مسهل لتنظيف الجهاز الهضمي خصوصاً في فصل الربيع، وذلك بعمل منقوع من مخلوط من وريقات
السنا أو ما يعرف بالعشرق بمقدار تسعة أجزاء «ما يكفي للشخص الواحد حوالي 20جم» ومن الأهليلج جزء واحد ومن الهيل جزء
واحد ومن روح الليمون جزء واحد ومن رماد حطب الغضا جزء واحد، ثم تضاف إلى حوالي لتر ماء حيث يطبخ المخلوط في أول
الليل ثم يترك لينقع طوال الليل. وفي الصباح الباكر يصفى بقطعة قماش ويشرب على الريق بواقع ربع لتر لكل شخص وبعد ساعتين
يتبع بشرب «الشاي» معصور عليه الليمون فيحدث مفعولاً عجيباً. ويلاحظ أن بعض الأهالي هناك اتخذوا هذا الأمر عادة سنوية حيث
يصطف جميع أفراد الأسرة في صف واحد لتناول هذا الدواء وهم يقولون بأن هذه الوصفة تقوم بتنظيف المخلفات الموجودة في
الأمعاء ولعلاج عفونة المعدة والأمعاء وكطاردة للبلغم ولعلاج الصداع.
أما الاستعمالات الخارجية فيستعمل منقوع أوراق السنا على هيئة حقنة شرجية للأطفال كمسهل وذلك باستعمال منقوع منه 1 جم لكل
سنة من العمر أما الكبار فنسبة المنقوع للحقن الشرجية من 10 إلى 15 جم لكل 500 ملي من الماء. وهنا يمكن التأكيد مرة أخرى أن
السنا من أفضل الملينات وذلك لأن مفعوله لا يبدأ إلا في القولون حيث يتم تحلله بواسطة البكتيريا القولونية، ولذا فإنه لا يؤثر على
المعدة ولا الأمعاء الدقيقة، ولا يؤثر بالتالي على امتصاص الغذاء كما تفعل معظم الملينات والمسهلات ولا يسبب إمساكاً بعد فترة
الإسهال، كما تفعل بعض المسهلات التي يحدث بعد استعمالها خمول لحركة الأمعاء فيحدث الإمساك بعد الإسهال مما يضطر المرء
إلى معاودة تعاطيها والتعود عليها. كما لا يسبب السنا تقلصات في الأمعاء كما تفعل معظم المسهلات الأخرى، كما أن من محاسن
استعمال السنا أن الشخص يستطيع أن ينظم الوقت المريح لاستعماله فتأثيره المسهل لا يبدأ إلا بعد ما بين 8 إلى 12 ساعة من
تعاطيه ولا يمتص من الأمعاء
.
ولكن ..! احذروا!! يجب عدم استعمال السنا في حالة وجود سدد بالأمعاء وفي حالة الالتهابات المرضية الحادة في الأمعاء
وفيحالةالتهاب الزائدة الدودية.
كما يجب عدم استعمال السنا للمرأة الحامل وكذلك المرأة المرضع.
كما يجب عدم استعمال السنا للأطفال أقل من 12 سنة. والجرعة المعقولة تعتبر الجرعة المتوسطة اليومية ما بين نصف إلى 2 جم
تؤخذ على هيئة منقوع في كوب ماء دافئ غير مغلي ويترك لمدة عشر دقائق فقط ثم يصفى ويشرب أو تنقع الكمية نفسها في كوب ماء
بارد لمدة ما بين 10 إلى 12 ساعة ثم يصفى ويشرب، أما إذا كانت المادة المستعملة هي أحد المركبات الجلوكوزيدية من أحد مشتقات
هيدروكسي إنثراسين فتكون الجرعة المتوسطة اليومية ما بين 20 إلى 60 مل ليجراماًوأيضاً احذروا.. ثم احذروا تسبب الجرعات
الكبيرة بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي كما يجب عدم استعمال السنا لمدة
أكثر من عشرة أيام بصفة مستمرة.
يوجد حالياً في الهند مستحضر مكون من محلول مائي مركز السنامكي «المعروف
بالهندي» والسنا المعروف باسم أكسيد نتاليز
ويستعمل لتنقية الدم. يوجد استخدام جديد وهو تأثير السنا على نمو الفيروسات
وتكاثرها، ومن المعلوم أن الأدوية والأعشاب التي
تضاد نمو الفيروسات قليلة جداً حتى الآن ولا تتعدى ثلاثة أو أربعة عقاقير والتي ثبت
نجاحها مثل أمانتدين واسكلوفير
ولقد قام باحثون من الهند بدراسة خاصية السنا في إيقاف نمو الفيروسات وقد توصلوا
إلى أن نوع السنا المعروف باسم سيام أعطى
نتيجة ممتازة لوقف نمو الفيروسات وقد تم استخلاص راسب بروتوني من هذا النوع
وأعطى نتائج بنسبة 100% لوقف نمو
الفيروسات. تم استخلاص جلوكوزيدات من نباتي فيستولا ودكورا تستخدم ضد الفطريات*
والشافي هو الله عز و جل
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق